المجلس العلمي يحيي 'الملتقى السابع لأهل القرآن' باولاد افرج ويفتتح مدرسة قرآنية بمواصفات حديثة
المجلس العلمي يحيي 'الملتقى السابع لأهل القرآن' باولاد افرج ويفتتح مدرسة قرآنية بمواصفات حديثة


بعد توقف اضطراري، دام أربع سنوات، نظم المجلس العلمي المحلي للجديدة، بتنسيق مع المندوبية الإقليمية للشؤون الإسلامية، وجمعية البر، ومؤسسة مفضل للأعمال الاجتماعية بالمحمدية، "ملتقى أهل القرآن" السنوي، يوم أمس الأحد 26 ربيع الأول 1444هـ، الموافق 23 أكتوبر 2022م، بمسجد الرحمة بمركز اولاد افرج، استرشادا بالحديث النبوي الشريف : "من إجلال الله إكرام ذي الشيبة المسلم، وحامل القرآن غير الغالي فيه والجافي عنه، وإكرام ذي السلطان المقسط". ( سنن أبي داود )
وشهدت النسخة السابعة من هذا الملتقى حضور عدد من العلماء والقراء والفقهاء والأئمة، ورؤساء المجالس العلمية وذوي الفضل، وممثلي السلطة المحلية، إضافة إلى المئات من محبي القرآن الكريم وأهله.
وجرى في بداية الحفل افتتاح المقر الجديد لكُتاب مسجد الرحمة، الذي بني على بقعة أرضية مساحتها 110 متر مربع، كان قد اشتراها ووقّفها محسن رحمه الله ، وتكفلت ببنائه (الكتاب) مؤسسة المفضل للأعمال الخيرية، في إطار اتفاقية شراكة وقعتها المؤسسة مع جمعية البر، أثناء انعقاد الملتقى السادس لأهل القرآن الكريم يومه الأحد  14 ماي 2017 م، ويتكون هذا  الكتاب القرآني من طابق أرضي وطابقين علويين، ويتسع  لأزيد من 100 تلميذ وتلميذة بنظام التفويج، جهزته الجمعية بأحدث التجهيزات لتوفير الجو المناسب للحفظ والتعلم.
بعد ذلك توجه الجميع مباشرة إلى فضاء مسجد الرحمة، لإتمام باقي فقرات برنامج الملتقى، الذي قام بتسييره الدكتور عبدالرحيم أشن، عضو المجلس العلمي المحلي؛ حيث استمتع الحاضرون بقراءات قرآنية لبعض أشهر القراء المغاربة، كالشيخ القارئ مصطفى غربي، والشيخ القارئ عبدالكبير الحديدي، والشيخ القارئ عبدالعزيز الكرعاني، والقارىء الدكتور مولاي الحسن البرهومي، هذا بالإضافة إلى قراءات عدد من الأطفال والطلاب وأئمة المساجد، والأئمة المرشدين.
وخلال ذلك، تم تنظيم ندوة وطنية في جزئها الأول، في موضوع : "الحفاظ على نظام الشرط دعامة أساسية للتنمية وترسيخ الأمن الروحي"، قال الدكتور عبدالرحيم أشن إنها تأتي  في سياق وطني اتسم بالوضعية الصعبة التي يمر بها العالم والمغرب، بسبب تداعيات جائحة كورونا وتأثيراتها على الاقتصاد والقدرة الشرائية للمواطنين. مشيرا إلى أنه بالنظر لرؤية المجتمع للشرط، الذي مازال في عرفه مستمرا، إلا أن  تقديم وزارة الأوقاف لدعم مالي للقيمين الدينيين خلال السنوات الأخيرة، جعل بعض الناس يتراجعون عن منح ما كانوا يقدمونه للأئمة والمؤذنين،  داعيا إلى ضرورة حفز الناس على مساندة الأئمة والمؤذنين، قبل أن يعطي الكلمة لمؤطرَي الندوة؛ الدكتور عبدالمجيد محيب  رئيس المجلس العلمي المحلي للجديدة، والفقيه العالم عبد الله بن الطاهر فقيه مدرسة الإمام البخاري للتعليم العتيق بأكادير.
واستهل الشيخ بنطاهر مداخلته بتقديم تعريف للمفردات المكونة لعنوان الندوة ("نظام الشرط" و"دعامة" و"التنمية" و"الأمن الروحي")، حيث بسط الحمولة اللغوية لهذه المفردات، مبينا دور الحفاظ على نظام الشرط في تحقيق التنمية، والأمن الروحي، مذكرا بتاريخ نظام الشرط عند المغاربة، وكيف تحول من الأموال العينية إلى العملة، مشيدا بدور وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، وجماعة المسجد في توفير ظروف العيش للقيمين الدينيين.
وأكد المتدخل ذاته أن المطلوب من الجميع توفير الأمن المادي للقيمين الدينيين، ليتمكنوا من تحقيق الأمن الروحي للمجتمع، وذلك بتحقيق ثلاثة أمور، وهي الواردة في الحديث الشريف "من أصبحَ معافًى في بدنِه آمنًا في سِربِه عندَه قوتُ يومِه فَكأنَّما حيزت لَهُ الدُّنيا بحذافيرِها"، مضيفا أن المطلوب من القيم الديني بالمقابل؛ الحفاظ على الأمن الروحي للمجتمع، من خلال نشر العقيدة الصحيحة، والمذهب المالكي، والتمسك بالتصوف السني، ليختم مداخلته بعرض مجموعة من المقترحات العملية لإحياء نظام الشرط من جديد.
من جهته قدم الدكتور عبدالمجيد محيب مداخلة، أشاد في بدايتها بهذا الملتقى القرآني الذي أصبح مكسبا للإقليم، المعروف بعنايته بالقرآن الكريم، حفظا وفهما وضبطا وتدبرا، قبل أن يقدم عرضا موجزا يعد بمنزلة قراءة لعمل ميداني من إنجاز المرشدين الدينيين، تحت إشراف المجلس العلمي المحلي،  مؤكدا أنه غطى أغلب الجماعات الحضرية والقروية بالإقليم، تحت عنوان: "الشرط بإقليم الجديدة: الواقع والآفاق وسبل التطوير والتجويد".
وأوضح الدكتور محيب أنه من خلال استقراء واقع الشرط بهذه المناطق، تبين أن عددا من المناطق لم يعد أهلها يحافظون على الشرط، سواء تعلق الأمر بجماعة المسجد، أو المحسنين أو غيرهم، بينما مازال آخرون يحافظون عليه، قبل أن يوضح  الغاية من هذه الدراسة المرتبطة ببحث ميداني، وهي استخلاص العبر والعظات، من خلال تتبع الشرط والوقوف على مكامن القوة والضعف، للدعم والتحفيز، والوقوف على سبل تطوير الشرط، ليخلص  -بدوره- في الأخير إلى مجموعة من المقترحات العملية لتطوير نظام الشرط.
هذا وكرم المنظمون خلال هذا الملتقى عددا من الشيوخ والقراء والخاتمين لحفظ القرآن الكريم، والمحفظين وذوي الفضل؛ حيث قدمت لهم هدايا تشجيعا لهم على خدمة القرآن الكريم وأهله.
وفي ختام الملتقى تلا الأستاذ ابن التومية برقية ولاء وإخلاص مرفوعة إلى صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، ورفع الحضور أكف الضراعة الى الله مؤمنين على الدعاء لأمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس نصره الله وحفظه؛ تلاه الفقيه العلامة محمد الطويل المشرف على المدرسة العتيقة بأولاد مطاع بأمزميز.




















.

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة