تعرضت مهاجرتان بأزمور، لعملية نصب محكمة من قبل امرأة تكتري شقة بمنزلهما، عندما أوهمتهما أن الجن أخبرها بوجود كنز بالمنزل قيمته الملايين، وتحصلت منهما على المال لاقتناء البخور والذبائح لاستخراجه، قبل أن تختفي عن الأنظار.

وأحيلت المتهمة، وهي في أواخر الأربعينات من العمر، الأحد الماضي، على النيابة العامة، التي أمرت بإيداعها السجن بتهمة النصب والاحتيال، بعد أن أكدت الشقيقتان في شكايتهما، أنها سلبتهما أزيد من 14 مليونا.

وتعود تفاصيل القضية عندما اكترت المتهمة رفقة زوجها، شقة بمنزل الشقيقتين المهاجرتين منذ أزيد من ستة أشهر، وكانت تصدر عنها لمناسبات تصرفات مريبة، ولطمأنة الضحيتين ادعت أنها «بوهالية»، ومصابة بالمس، وأنها تشارك الجن الحديث، إذ يخبرها بكل شيء، وينفذ طلباتها في الحال، بذريعة أنها تتمتع ببركة الأولياء والصالحين.

وانطلت الحيلة على الشقيقتين، إذ صارتا تغدقان عليها بالمال تبركا بها، كما قررتا إعفاءها من أداء السومة الكرائية، بسبب «كرامتها»، إلى أن فاجأتهما أن الجني أخبرها بوجود كنز ثمين بالمنزل، وأنه لتسليمه لهما اشترط الاستجابة لطلباته.

وتفاعلت الشقيقتان بحماس مع هذه المعلومة، خصوصا بعد أن شددت المتهمة على أن الكنز به كميات كبيرة من الذهب تقدر قيمتها بعشرات الملايين، فطلبت منهما في البداية مليون سنتيم، لاقتناء نوع خاص من البخور، سلمتاه لها دون تردد، قبل أن تجد الشقيقتان نفسيهما في دوامة من المطالب المالية، مرة لاقتناء أنواع أخرى من الأبخرة، وتارة لشراء ذبائح بحكم أن الجن قايض الكنز بدمها.

وظلت المتهمة تسلب الشقيقتين أموالهما إلى أن تجاوزت 14 مليونا، ولما تمت مواجهتها بالأمر، حددت لهما موعدا لتسلم الكنز من المنزل، قبل أن تختفي عن الأنظار.
وظلت الشقيقتان ترقبان حضور المتهمة لتنفيذ وعدها دون جدوى، قبل أن تدركا في النهاية أنهما وقعتا ضحية نصب هوليودية، لتتقدما بشكاية إلى النيابة العامة، التي أحالتها على مصالح الأمن بأزمور لفتح تحقيق فيها، قبل أن تنجح عناصرها في إيقاف المتهمة بعد تحديد مكان وجودها.

وبتعليمات من النيابة العامة، وضعت الموقوفة رهن تدابير الحراسة النظرية لتعميق البحث، إذ حاولت في البداية نفي التهمة عنها، قبل أن تقر أنها استغلت حسن نية الشقيقتين للسطو على أموالهما عبر اختلاق قصة الكنز، مبررة ذلك أنها تعيش وضعا اجتماعيا مزريا، وبحكم حاجتها إلى المال، خططت للنصب على الضحيتين.

.