الاغلاق المتكرر لمطرح النفايات يتسبب في اغراق مدينة الجديدة بالازبال..
الاغلاق  المتكرر لمطرح النفايات يتسبب في اغراق مدينة الجديدة بالازبال..


كشفت مصادر مطلعة للجديدة 24 أن المجلس الجماعي للجديدة، بتنسيق مع السلطات المحلية، يسارع الزمن لإيجاد حل جذري للمشاكل البيئية المرتبطة بمطرح النفايات الحالي، والذي أصبح غير قادر على استقبال أطنان النفايات المنزلية الخاصة بالمدينة و الجماعات الترابية التي تستفيد من مطرح النفايات ب"سعد الذراع" بتراب جماعة مولاي عبد الله ، وهو إشكال بيئي أصبح يشكل خطرا يهدد ساكنة مدينة الجديدة والمناطق المجاورة للمطرح.. 

فمنذ تدشين المطرح الجماعي في نونبر 2006 ، ب"سعد الذراع" بتراب جماعة مولاي عبد الله، ما فتئت الجهات المسؤولة تؤكد أن هذا المطرح سيشكل تحولا بالنسبة لمعالجة المشاكل المرتبطة بمجال النظافة، لكن مع مرور  الأيام ولوحظ تكاثر الازبال بشكل رهيب، لأن المطرح الذي تقرر أن يستقبل فقط النفايات  من الجديدة ومولاي عبد لله، أضحى يستقبل نفايات من الحوزية وهشتوكة والبير الجديد وأولاد احسين وأزمور وأولاد رحمون  ، ورافق ذلك زيادة كبيرة في «عصارة الأزبال» «الليكسيفيا»، التي تنبعث منها روائح كريهة تغزو الأحياء المحاذية لأولاد ساعد و في السلام والنجد و المطار والغزوة وجوهرة والبستان وكدية بن ادريس و الصفاء … بل وتصل الروائح إلى الطريق السيار وسيدي بوزيد.

الوضعية غير الصحية باتت محط سخط الساكنة، التي تساءلت عن مصير التطمينات المقدمة لهم منذ 24 سنة، إذ تسعى سلطات عمالة إقليم الجديدة إلى إيجاد حل جذري، للمشاكل البيئية المرتبطة بمطرح النفايات الحالي، والتي تقض مضجع ساكنة المنطقة منذ سنوات، من أجل السيطرة على نفايات المدينة.

حيث أشرفت سلطات العمالة سنة 2019 على إعداد اتفاقية جديدة بين تسع جماعات، قروية وحضرية، بالإقليم، يتم بمقتضاها إنشاء مؤسسة" بيئتي حياتي " للتعاون بين هذه الجماعات لتدبير مطرح النفايات الحالي بإقليم الجديدة، وإنشاء مطرح جديد بمواصفات تحترم المعايير البيئية.
وعرضت هذه الاتفاقية على مجالس الجماعات المعنية بالاتفاقية، وتم الاتفاق على تخصيص مساحة كافية لاحتضان المطرح الجديد بمنطقة أولاد رحمون من أجل حل مشكل معالجة الأزبال المنزلية بإقليم الجديدة.

وكشفت ذات المصادر أن المطرح الحالي أضحى قنبلة بيئية موقوتة تستدعي التدخل العاجل لإيجاد حل سريع وناجع لوقف التأثيرات البيئية السلبية الناجمة عن الطريقة التقليدية في استغلاله وتدبيره من طرف جماعة مولاي عبدالله، والبحث عن حلول جذرية، كذلك، من أجل حل مشكل معالجة الأزبال المنزلية بمدينة الجديدة، أو الإسراع في عملية طمر النفايات حتى يكون المطرح مؤهلا لاستقبال شاحنات النفايات المنزلية في انتظار إيجاد حلول ناجعة.

يذكر أن شركة " أرما مزاكان " للنظافة  أصبحت  اليوم تواجه إكراهات كبيرة في تخليص مدينة الجديدة من مشكل النفايات المنزلية المتراكمة بعدد من النقط السوداء، إذ لم تعد حاويات الأزبال الموجودة قادرة على استيعاب ذلك الركام، الشيء الذي أغضب الساكنة والعديد من الفاعلين الجمعويين الذين طالبوا بضرورة التدخل لوضع حد لهذه الوضعية، خاصة أن الاغلاق المستمر لمطرح النفايات بدوار سعد الدراع،  يقوض جهود الشركة ، في ظل النظام الحالي لتدبير النفايات بمطرح سعد الذراع، الذي أبان عن محدوديته وعدم فعاليته سواء على مستوى تجميع النفايات أو التخلص النهائي منها، حيث بات المطرح  غير قادر على ضمان ملاءمة المعايير الصحية المطلوبة مع دوره في معالجة النفايات.

ويتخوف سكان مدينة الجديدة من المخاطر البيئية التي يمكن أن يتسبب فيها هذا المطرح، والذي أضحى يؤرقهم بشكل كبير في ظل صمت المصالح المعنية بالسلطات المحلية والإدارات العمومية، خصوصا مع وجود مشاكل كبيرة في معالجة النفايات والسوائل الناتجة عنها بفعل تراكمها، والتي تنتج الروائح الكريهة التي تهب على المدينة، وسط مخاوف اختلاط تلك السوائل بمياه الأمطار، وما قد ينتج عنها من مخاطر تسربها إلى الفرشة المائية والضيعات الفلاحية المجاورة والتي تعتبر المزود الرئيسي لساكنة المنطقة  من حيث الخضر والفواكه والحليب ومشتقاته.

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة