دار الامل للأطفال في وضعية صعبة بالجديدة نموذج ناجح للرعاية الاجتماعية
كما جرت العادة في اطار الانفتاح على المؤسسات الاجتماعية المتميزة بمدينة الجديدة قام وفد من فيدرالية جمعيات الاحياء السكنية بزيارة استطلاعية لمركز دار الامل للأطفال في وضعية صعبة التي تديره الجمعية المغربية لمساعدة الطفل والاسرة ، وهي من بين اقدم الجمعيات بمدينة الجديدة التي تعنى بالطفولة والنساء حيث يعود تاريخ تأسيسها الى سنة 1999 وهي جمعية غير حكومية ، ونظرا لأهمية الخدمات التي تقدمها هذه الجمعية حصلت على صفة المنفعة العامة وعلى بناية هي مركز الاشتغال وذلك منذ سنة 2001 التي تحولت سنة 2015 الى مؤسسة للرعاية الاجتماعية تقدم خدمات متعددة للأطفال الذين تتراوح اعمارهم بين 8 و18 سنة اما بشكل مباشر او من خلال الاهتمام وتأطير اسرهم وامهاتهم وتتنوع هذه الخدمات التي تشمل الاستقبال والاستماع والتوجيه والدعم النفسي والمرافقة القانونية و الاجتماعية والمهنية والادماج الاسري وذلك من اجل تمكين هؤلاء الاطفال من الثقة بالنفس وتقدير الذات وتغيير نظرتهم للمحيط والحياة من اجل ادماجهم بشكل ايجابي في النسيج المجتمعي. واستطاعت الدار بمجهود جبار بإسداء خدمات للعديد من الاطفال بعدما ان انتشلتهم من انياب الضياع والمخدرات والتشرد بالشوارع واعادتهم الى سكة الحياة فالعديد منهم تفوق في مساره الدراسي ودخل اخرون عالم الشغل والحياة العادية .
وتعتبر الدار بمثابة العائلة الثانية للعديد من الاطفال حيث تربطهم علاقات انسانية دافئة مع الطاقم المشرف على هذه المؤسسة اذ يستفيد ما يناهز 50 طفلا بشكل دائم بالإضافة الى عدة انشطة اخرى من خدمات الدار من تغذية يومية واستحمام وتطبيب....وتتكفل الدار بنفس العدد تقريبا تكفلا عن بعد كالتطبيب وغيرها من الخدمات التي لا تحتاج لحضورهم المستمر . لا تقتصر خدمات الدار على ما ذكرناه بل تتوسع لتشمل انشطة محفزة اخرى حيث بفضل اداء مهني متميز للطاقم المسير ورئيسة الجمعية السيدة بوشرى الورياغلي بشكل خاص تمكنت الدارمن عقد اتفاقات مع مجموعة من المؤسسات والنوادي مكنت العديد من الاطفال من الاستفادة من انشطة رياضية كالتنس والكولف والرياضة البحرية والجيدو والكاراطي....الخ كما استفاد العديد من هؤلاء الاطفال من مراكز التخييم والزيارات المتبادلة للاطفال مع مؤسسات خارج الوطن كل هذه الخدمات تعتبرها الدار ليس غاية في حد ذاتها بل هي الجسر الى هؤلاء الاطفال لكسب ثقتهم وتحفيزهم للعودة الى الحياة الطبيعية والالتحاق بالمدرسة ومراكز التحصيل والتكوين لإدماجهم لاحقا في المجتمع .
للدار وللجمعية علاقات متعددة مع عدة مؤسسات محلية وطنية ودولية مكنتها من تبادل التجارب واكتساب خبرة في التعامل مع عالم الاطفال في وضعية صعبة ونالت احترام واعتراف العديد من المؤسسات والمنظمات على عملها الدؤوب في هذا المجال حيث فازت كمثال سنة 2017/2016 على جائزة الامير محمد بن فهد وهي جائزة تمنحها المنظمة العربية للتربية الادارية (التابعة لجامعة الدول العربية ) لأفضل اداء خيري في الوطن العربي.
خلا ل هذه الزيارة قمنا بجولة بمرافق الدار التي رافقتنا خلالها السيدة بوشرى الورياغلي رئيسة الجمعية التي قدمت لنا شروحات عن تدبير المؤسسة كما لاحظنا لمسات عمل جدي يقوم به طاقم مشرف كله حيوية يتكون بالإضافة لرئيسة الجمعية من مدير الدار ومرب وطبيبة نفسية وثلاث نساء للأشغال الصيانة وغيرها هذا الطاقم جعل من هذه الدار مؤسسة نموذجية بالمدينة سواء تعلق الامر بالاداء المهني العصري لادارة الدار ومهامها او والاعتناء بصيانة ونظافة وتنظيم فضاءها وتجهيزاتها
ان دعم مثل هذه النماذج من المؤسسات يقتضي تشجيع العاملين والعاملات بها والمزيد من توفير الدعم المادي والمعنوي للدار وهي مسؤولية النيات الحسنة والمانحين واهل الخير والسلطات المحلية والوزارة المعنية والمنتخبون والمجتمع المدني ووسائل الاعلام التي تتحمل مسؤولية زيارة وتسويق مثل هذه النماذج لبث روح المنافسة الشريفة من اجل خدمة مؤسسات الرعاية الاجتماعية والحفاض على دورها متميزا داخل المجتمع.
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة