زيارات العامل داحا… جولة كشفت الفراغ التنموي وعرّت أزمة المنتخبين والجماعات بإقليم الجديدة
زيارات العامل داحا… جولة كشفت الفراغ التنموي وعرّت أزمة المنتخبين والجماعات بإقليم الجديدة


أنهى العامل "سيدي صالح داحا" سلسلة لقاءاته مع المنتخبين في جماعات إقليم الجديدة، فخرجت الحقيقة مُجرّدة: تنمية بلا مشاريع، ومنتخبون بلا رؤية، وإدارة ترابية ما زالت تعيش بمنطق الزمن البائد.

* منتخبون… يكررون نفس الأسطوانة:

جميع اللقاءات كشفت أن المنتخبين لا يحملون مشاريع واضحة، ولا ملفات جاهزة، ولا دراسات تقنية أو مالية.
الكل يكرر نفس الجملة: “بغينا الطريق والماء والسبيطار والشغل”.
مطالب خبزية يرددها الشارع منذ سنوات، لكن ليست هي “المشاريع” التي تنتظرها الدولة لبرمجة ميزانيات قوية أو لإطلاق شراكات استراتيجية.

* قسم الجماعات الترابية… سلطة تُخيف بدل أن ترافق

الأزمة لم تعد أزمة منتخبين فقط، بل أزمة علاقة مشوهة بينهم وبين قسم الجماعات الترابية بعمالة الإقليم.
قسم يُفترض أن يواكب، يؤطر، ويساعد، لكنه أصبح — كما يؤكد منتخبون — مصدر خوف ورهبة.
وهذا يُنسف جوهر “المفهوم الجديد للسلطة” الذي حوّل القائد إلى شريك في التنمية…
بينما القسم المسؤول عن الجماعات ما زال عالقاً في مرحلة التحكم والوصاية.

* التمويل موجود… لكن المشاريع غائبة:

إقليم الجديدة يتوفر على دعم ضخم من مؤسسات كبرى مثل المكتب الشريف للفوسفاط، لكن:
أين هي المشاريع الجادة؟ أين هي الملفات المحترفة؟ أين هي الرؤية؟
لا يمكن لأي مؤسسة تمويل مشروع فارغ بلا دراسات، بلا رؤية، وبلا نية واضحة في الإنجاز.

* الرهان الآن: هل سيستمر العامل أم سيغلق الباب؟

الخوف الأكبر اليوم هو أن تكون هذه الجولة مجرد بروتوكول افتتاحي، ثم يعود العامل إلى الإقامة العاملية، تاركاً التسيير الإداري للكاتب العام والتدبير السياسي لرئيس قسم الشؤون الداخلية.
الإقليم يحتاج عاملاً ميدانياً، حاضراً، يقود الانتقال التنموي بنفسه.
لا نحتاج أن نسمع صوته مرة في السنة خلال دورة المجلس الإقليمي، بل نحتاج مشروع قيادة ترابية حقيقية.

* الخلاصة الكبرى

زيارات العامل لم تكشف مشاكل الجماعات… بل كشفت هشاشة الفاعلين فيها.

إقليم الجديدة لا يعاني من قلة الموارد، بل من قلة المشاريع، من غياب النجاعة، ومن مسؤولين يخافون من الإدارة أكثر مما يخافون من فشلهم أمام السكان.
الجديدة اليوم تحتاج الى منتخبين يُتقنون إعداد المشاريع وإدارة ترابية شريكة وليست سلطوية وعاملاً يقود دينامية حقيقية لا مجرد لقاءات تعريفية

هذا هو جوهر الأزمة… وهذه هي الحقيقة التي كشفتها زيارات العامل داحا.

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة