يأتي الثامن من مارس من كل سنة، ليذكرنا بأن للمرأة عيدا يحمل لغة عالمية كونية، أراد العالم أن يلقي نظرة متأنية من خلالها على مكانتها ودورها في البناء والمساهمة مع قرينها الرجل في تنمية الإنسان والطبيعة
في سياقنا المحلي، بدورنا نلتفت إلى المرأة الدكالية، التي بدورها ساهمت في رسم صورة المرأة القوية التي زرعت بذور تربية الأجيال على مدى التاريخ،تارة نراها تشمر عن ساعديها في القرى والحقول للمساعدة الفعالة في إعداد الأرض الزراعية وجني محاصيلها، وتارة نراها كيد عاملة حاضرة بقوة في المعامل والشركات الصناعية،وكذا اكتساح أغلب مناحي الحياة التي كانت فيما مضى حكرا على الرجل كقطاع الإدارة والتجارة و الخدمات وغيرها.
يبدو من الواضح أن المرأة الدكالية لها حضور رمزي وتاريخي قوي من خلال بصمات نساء رضعوا من حليب هذه المنطقة،فعائشة البحرية تلك المرأة التي عرفت ببسالتها وبفروسيتها ومدى شدة مقاومتها للاحتلال الأجنبي الفرنسي،كانت بذلك أيقونة جد معبرة على مدى الإسهام في صنع رمزية المقاومة التاريخية لمنطقة دكالة.
الحاضر، يخبرنا أن تراب دكالة انحدرت منه نساء تسلقوا سلم الرقي ودرجات عالية في دواليب الدولة،حيث مؤخرا تم تعيين لأول مرة في تاريخ المغرب السيدة زينب العدوي في منصب سامي كوالية على جهة الغرب – شراردة- بني احسن ،كما تم تنصيب نجاة زروق كعاملة على عمالة ابن مسيك وهن بذلك من النساء القلائل اللواتي فرضن أنفسهن في هذا المجال، ناهيك عن أسطورة الرياضة المغربية والعربية نوال المتوكل التي لم تكتفي بإهداء أول ميدالية ذهبية أولمبية كإمرأة لأفريقيا والعرب بل تعدته إلى دخول عضوية المكتب التنفيذي للاتحاد الدولي لألعاب القوى،وتعيينها كرئيسة للجنة تقييم ملفات المدن المرشحة لاستضافة أولمبياد 2012،كما انتخبت في منصب نائب رئيس اللجنة الأولمبية الدولية كأول امرأة عربية ومسلمة وإفريقية تبلغ هذا المنصب، إضافة إلى توليها شؤون وزارة الشبيبة والرياضة في الحكومة المغربية لسنة 2007.
تحية كبيرة للمرأة الدكالية في عيدها العالمي ليوم الثامن من مارس،حيث مازالت تنتظرها جهود كبيرة في سبيل الرقي بمستواها التعليمي والثقافي وتحسين وضعيتها الاجتماعية والصحية والحقوقية، لأن في ذلك رقي بالمجتمع بأكمله.
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة