هكذا تمكن المحققون من تحديد هوية قاتل سائق الحافلة وتبرئة باقي المتهمين بطرق علمية حديثة و متطورة
هكذا تمكن المحققون من تحديد هوية قاتل سائق الحافلة وتبرئة باقي المتهمين بطرق علمية حديثة و متطورة

أمر القاضي المكلف بالتحقيق لدى الغرفة الأولى بإستئنافية الجديدة بوضع المسمى محسن الدوكاني رهن الإعتقال الإحتياطي بعد أن إستنطقه إبتدائيا مشعرا أياه بالتهم الموجهة إليه بناء على إستنطاق السيد الوكيل العام لدى ذات المحكمة.

 

وتوبع المتهم محسن من أجل جنايات القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد المتبوع بجناية السرقة تحث التهديد بالسلاح الأبيض ومحاولة تضليل العدالة.

 

وكانت الطريق الرابطة بين الجديدة وأزمور قد عرفت جريمة قتل بشعة تعرض لها المدعو قيد حياته حمو الودناسي سائق حافلة النقل الحضري بالجديدة ليلة الجمعة مما جند العديد من الأجهزة للبحث عن الفاعل خاصة وأنها وقعت بالقرب من مؤسسات سياحية مهمة وحساسة.

 

وأفادت مصادر عليمة أن المتهم  كان قد إستقل الحافلة من الجديدة إتجاه أزمور وبوصولها تمكن من الإختباء بالكراسي الخلفية وأثناء عودة  الحافلة فارغة وبأضواء مطفأة وبالقرب من الكولف الملكي وضع السكين على عنق السائق مهددا أياه بتسليمه المدخول اليومي للحافلة  إلا أنه لقي مقاومة  شرسة من طرفه مما حدا به الى توجيه العديد من الضربات  الى أنحاء مختلفة من جسده قبل أن تكون إحداها مؤدية الى سقوطه ليعمد في الأخير الى دبحه من الوريد الى الوريد.

 

ومباشرة بعد تنفيذه العملية إستولى على مداخيل الحافلة وهاتف الضحية وغادر في إتجاه غابة الحوزية حيث عمد الى دفن السكين بها بعد أن ترك الضحية جثة هامدة ومقاومة قوية تركت بعض الخدوش على مستوى يديه وبعد إن إسترجع أنفاسه عمد الى الخروج مرة أخرى الى الطريق وبواسطة "الأوطوسطوب" عاد الى ازمور  عبر سيارة لرجلي أمن كانا متوجهين الى أزمور ويعرفان المتهم بحكم السكن في أزمور ، حيث سلم الهاتف الى زوجته وشارك عائلته عيد ميلاد أحد أفراد عائلته.

 

وبعد بحث مضني تمكنت مصالح الأمن والدرك من توقيف الجاني يوم الاثنين الماضي، علما أن مصالح الدرك الملكي سبق وأن استمعت إليه (الجاني) رفقة عدد كبير من المشتبه فيهم وهم من أقارب الضحية وأصدقائه ورفقاءه في العمل، في إطار بحث روتيني، تم يومي السبت والاحد الماضيين، وأطلق سراحهم في وقت لاحق بعد أن اخدت منهم عينات من الحمض النووي، فيما كان المركز القضائي للدرك الملكي يسارع الوقت للحصول على خيط رفيع يقود الى فك طلاسيم هذه الجريمة حيث تم إرسال عينات من الحمض النووي التي عثر عليها بمكان الجريمة كما أرسلت البصمات التي عثر عليها بصندوق المحاصيل الذي عثر عليه على بعد 200 متر من مكان وقوع الحادث الى المركز العلمي التابع للدرك بالرباط وذلك لأجل اجراء عملية المطابقة لفك لغز الجريمة.

 

وفي الوقت الذي كان المحققون يسارعون الزمن من أجل إغلاق هذا الملف كانا أمنيان يعملان بالأمن الإقليمي قد صعدا بعد ثلاثة أيام على وقوع الحادث الى الطابق الرابع من ادراة الامن الاقليمي لإخبار رؤسائهم أنهما قاما بنقل شخص عبر "الأوطوسطوب" بسيارتهما من أمام منشأة سياحية  مباشرة بعد وقوع الحادث، وقد كان يحمل جروحا على مستوى يديه ويعمل هو الآخر بالنقل الحضري.

 

وفي الوقت الذي كانت مصالح الأمن بالجديدة تحاصر الشخص، الذي تم إعتقاله من أمام محطة توقف الحافلات بشارع بئر إنزران  بالجديدة ، بوابل من الأسئلة كانت مصالح الدرك قد توصلت هي الاخرى بنتائج الحمض النووي الذي يؤكد بما لايدعو للشك أن مقترف هذه الجريمة هو "محسن الدوكاني" مما يؤكد أن الأمن الوطني ساهم بشكل في إعتقال المشتبه فيه عن طريق الصدفة، عندما شكك الأمنيان اللذان نقلاه الى أزمور في أمره، هذا في الوقت الذي تأكدت مصالح الدرك الملكي بشكل يقيني عن طريق التحليل الجيني والبصمات وإخضاع ملابسه لتحاليل الأشعة تحث الحمراء التي تكشف عن بقع الدم رغم تنظيفها بآلة الغسيل، أنه هو الفاعل الحقيقي.

 

 ورغم  أن كل المؤشرات العلمية كانت تدل على أنه هو من إرتكب الفعل الجرمي حيث تمت مواجهته بهاتف الضحية الذي تم حجزه لدى زوجته  وتحليل الحمض النووي فقد حاول الجاني (محسن) إدخال المحققين في متاهات أخرى عندما حاول تعويم الملف بإدخال أشخاص فيه مدعيا أنهم شاركوه الجريمة  حيث تم إستقدام شخصين إلا أن كل التحريات والأبحاث التي تمت في مواجهتما كانت سلبية خاصة ضبط إستعمال الزمن وتوقيت عملهما وتواجدهما في أماكن مختلفة أفضت في الأخير الى أن الفعل الجرمي كان بمعزل عن الجميع وتم إقترافه من طرف المدعو محسن الذي أقر في الأخير أنه كان يريد فقط توريط  زملائه في العمل  لحزازات سابقة مما حدا بقاضي التحقيق الى حفظ الملف في حقهما فيما يخص هذه القضية وإحالة واحد منهما على النيابة العامة من أجل قضية أخرى لاعلاقة لها بهذا الملف كان مبحوثا عليه فيها.

 

وبتقديم المتهم أمام القضاء يكون ملف هذه الجريمة قد أغلق على حاله في الوقت التي تعمل بعض الجهات على تعويم الملف والعمل على تبخيس جهات أمنية على أخرى وإعتبار أن هذا الطرف هو الذي تغلب على الآخر ونحن في "الجديدة "24 و"الجديدة ميديا" نقول لكل الجهات برافو على إغلاق هذا الملف بإعتقال الفاعل في ظرف وجيز وتحية لكل من ساهم في فك طلاسيم هذا الجريمة.

 

تم النشر بالاتفاق بين موقعي "الجديدة "24 و"الجديدة ميديا"

 

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة