بداية موسم صيفي غير مشجعة وركود تجاري غير مسبوق بمدينة الجديدة
بداية موسم صيفي غير مشجعة وركود تجاري غير مسبوق بمدينة الجديدة

خيبة أمل كبيرة يعيشها أغلب تجار مدينة الجديدة هذه الأيام نتيجة الركود التجاري الذي تعيشه المدينة مع انطلاقة الموسم الصيفي الجاري. فمنذ عقود من الزمن ظل تجار هذه المدينة السياحية الجميلة يمنون النفس بموسم الصيف من أجل تحقيق أرباح وتسديد الديون التي تتراكم عليهم في باقي أشهر السنة، لكن بداية موسم هذه السنة لم تكن مشجعة ولم تكن في مستوى التطلعات مما جعل أغلب تجار مدينة الجديدة مهددون بالإفلاس.

وإذا كانت العديد من الجهات عزت أسباب الركود التجاري غير المسبوق الذي تشهده عاصمة دكالة إلى الأزمة الخانقة التي تعيشها الأسر المغربية نتيجة النفقات المالية الكبيرة التي خلفها شهر رمضان الأبرك الذي ودعناه مؤخرا وكذا الاستعدادات لاستقبال عيد الاضحى المبارك والدخول المدرسي الشيء الذي يتطلب مصاريف باهضة ستثقل -لا محالة كاهل الاسر المغربية-  فإن جهات أخرى اعتبرت الركود الذي تعيشه مدينة الجديدة خلال صيف هذه السنة مرده إلى السياسات المتبعة من قبل المسؤولين في السنين الأخيرة والذين اختاروا سياحة من نوع خاص أساءت لهذه المدينة المأسوف على حالها. ولعل ما تشهده المحطة الطرقية ومختلف شوارع المدينة من انتشار واسع "لأصحاب المفاتيح" وفتح المجال للسياحة الرخيصة قد حول وجهة السياح الاوفياء لمدينة الجديدة إلى البحث عن وجهات أخرى خصوصا بمدن شمال المغرب، وبعض المدن الجنوبية، ناهيك عن غياب الصرامة ومراقبة المسؤولين لجودة الخدمات المقدمة لسياح وزوار المدينة، متناسين أن مدن سياحية أخرى تنافس وتبذل مجهودات كبرى لجلب السياح وخلق حركة تجارية نشطة وذات نفع اقتصادي، فهل يعقل في ظل التهميش الذي تعيشه مدينة الجديدة وانتشار الحفر بمختلف أزقتها وشوارعها وغياب فضاءات خضراء ومنتزهات وأماكن للتسلية ومهرجانات ثقافية ... أن ننتظر من السياح المغاربة والأجانب زيارة هذه المدينة والتمتع بما حباها الله من مؤهلات طبيعية وتاريخية ؟

والغريب في الأمر أن سلطات مدينة الجديدة ورغم الواقع المزري الذي تعيشه السياحة الداخلية خلال صيف هذه السنة والركود التجاري الذي تشهده المدينة، وفي الوقت الذي كان الجميع ينتظر تدخل عاجل لإنقاذ الوضع واتخاذ مبادرات جريئة لتشجيع السياح على زيارة المدينة وخلق دينامية تجارية، بادرت إلى تعميق الأزمة وشنت حملات واسعة للتضييق على أصحاب المحلات التجارية والمقاهي والمطاعم المصنفة وعموم التجار، الشيء الذي خلق حالة احتقان قصوى وينذر بإفلاس العديد من المستثمرين خصوصا وأنهم مثقلون بالضرائب.

وتبقى أمال تجار الجديدة على القادم من الأيام أن تعرف انفراجا وتتحسن الوضعية الاقتصادية بالمدينة، وعلى المسؤولين مراجعة أوراقهم واتخاذ تدابير وإجراءات كفيلة بإرجاع مدينة الجديدة إلى المكانة التي تستحقها كواحدة من أهم المواقع الهامة على الخريطة السياحية للمملكة وواحدة من الوجهات السياحية المفضلة للسياح المغاربة والأجانب من داخل وخارج أرض الوطن.


 

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة