فيدرالية الأحياء السكنية ومتطوعون ينظمون ورشا بيئيا بشاطئ الجديدة
في اطار سلسة الاوراش الميدانية البيئية التي برمجتها فيدرالية جمعيات الاحياء السكنية بالجديدة تمهيدا لتخليد اليوم العالمي للبيئة، نظمت هذا اليوم السبت 24 ماي 2025 بشاطئ الجديدة ورشا بيئيا مشتركا مع الفيدرالية الوطنية لجمعيات امهات واباء التلاميذ بالمغرب فرع الجديدة . ويأتي هذا النشاط البيئي كمساهمة متواضعة لتحسيس مرتادي هذا الفضاء البحري وتنظيفه من النفايات والمخلفات البلاستيكية من قنينات وعلب مختلفة، التي في غياب الوعي يرمى بها فوق رمال البحر من طرف بعض مرتاديه .
انطلق النشاط حوالي الساعة العاشرة صباحا من جهة مدخل المدينة قبالة حاجز المراقبة للأمن الوطني حيث تم تغيير برنامج النشاط ،اذ كان من المفروض ان يبدئ من شاطئ "دوفيل" لكن وجود عدة اليات تابعة لشركة "ارما" تقوم هذا الصباح بنفس العملية ميكانيكيا هناك ، تم تغيير وجهة المشاركين والمشاركات الى الجهة الأخرى. هذا النشاط تميز بالإضافة للجمعيتين المنظمتين بمشاركة مهتمين ومتابعين للشان البيئي وعدة شبان وشابات قطعوا اكثر من 3 كلمترات مشيا على الاقدام وجمعوا ما لا يقل عن الفي قطعة بلاستيكية بالإضافة الى قنينات زجاجية ومخلفات وعلب الاكل والمشروبات ، وكم كان هذا العمل التطوعي جميلا بمشاركة جمعية فرسان الحوزية الذين ساهم منخرطوها بحمل الاكياس المملوءة ونقلها ركوبا على فرسانهم ووضعها قرب الطريق لتشحن فيما بعد من طرف حافلات شركة "ارما" التي وفرت الاكياس البلاستيكية لهذه العملية البيئية .
في المساء أقيم حفل شاي على شرف المشاركين الذين سمحت لهم ضروفهم بالحضور حيث تم تقييم الورش البيئي إيجابا ووزعت عند نهايته شهادة تقدير للمشاركين بحي الشهدة الذي زاره المشاركون بالمناسبة
لقد اختارت الفيدراليتين ورشهما الرابع بمنطقة بحرية في بداية الموسم الصيفي لان مدينة الجديدة مدينة السياحة البحرية بامتياز ، يحج اليها عشرات الالاف من المغاربة والأجانب لقضاء جزء من عطلتهم الصيفية بشواطئها وهو ما يذر على المدينة مداخيل مهمة .حيث تنشط الحركة الاقتصادية خلال فصل الصيف غير ان هذا المعطى اذا استمر الوضع على ما هو عليه قد يتغير بفعل التطورات البيئية والتلويث الذي تتعرض له مياه البحر وشاطئ المدينة الذي قد يفقد جاذبيته ، فعندما يلمس أو يسمع السائح أن شاطئاً في مدينة سياحية غير صالح للاستحمام، فإنه قد يضرب صفحاً عن زيارة المدينة كلياً.
تجدر الإشارة بهذه المناسبة انه طبقا لتقارير رسمية فان 80 في المئة من النفايات الموجودة في البحار والسواحل هي من مصادر برية، وتشكل النفايات البلاستيكية فيها ما يناهز 88 في المئة. وهذه النفايات تتوزع بين أعقاب السجائر وأغطية الأواني البلاستيكية ومغلفات رقائق البطاطس وعيدان الحلوى وأقلام وقنينات الشرب بنسبة 55 في المئة من مجموع الأصناف. وهو ما يتطلب العمل المستمر لمحاربة هذه الافة.
من اجل كل ذلك كان هذا الورش رسالة للجميع لحثهم على الحفاض وصيانة هذه الثروة الطبيعية ، للمسؤولين بمختلف مستوياتهم وللمجتمع المدني ولساكنة الجديدة، فالحفاض على البيئة هي مسؤولية الجميع وثقافتها يجب ان تكون من صلب تربيتنا فقد قال الكاتب الإيرلندي الشهير جورج برنارد شو: "ما أجمل النّظافة! ولكن ما أعظمها عندما تكون في عقولنا!". حيث ان الشعور بالمسؤولية والإحساس بالمواطنة الحقة يعدان من الركائز الأساسية للحفاض على البيئة والتعامل الايجابي مع المحيط. يجب ان تصبح ثقافة البيئة ثقافة شعبية ولكي يحصل ذلك لابد من الاهتمام بالعقول وتقويم التصرفات وتنظيفها بموازاة في تنظيف الشوارع والشواطئ ، وهو ما لن يحصل قبل ان يحس المواطن بان المحيط الخارجي الذي يبتدئ من الحي ويمتد الى كل ارجاء المدينة هو ايضا مشارك في ملكيته وان التعامل معه والاعتناء به يجب ان يكون مماثلا لاهتمامه بما في داخل مسكنه وممتلكاته .ان الوصول الى هذا المستوى من الوعي يقتضي الاهتمام بتنشئة وتربية الانسان وهي مسؤولية كل مكونات السلطة والمهتمين بالشأن العام وعلى الاسرة ومؤسسات التنشئة والتعليم والتربية وهيئات المجتمع المدني ورجال الاعلام ومنظمات تأطير الشباب واليافعين حتى لا يتكرر مستقبلا جمع الالاف من القطع البلاستيكية من شاطئ يعد احد مصادر الرواج الاقتصادي بالمدينة في فصل الصيف
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة